للعام الثاني على التوالي: فلسطينيات وكاتالانيات – رغبة في التغيير والتعاون وكثير من المشترك

للعام الثاني على التوالي، تقوم جمعية "نساء ضد العنف"، بتنظيم برنامج حواري حول "النساء في الأقليات القومية"، لعشرين شابة فلسطينية وكاتالانية في الفترة الممتدة ما بين 05.09 و-13.09، ويذكر أن هذا البرنامج الذي يُنظم للعام الثاني على التوالي، وتهدف "نساء ضد العنف" من خلاله إلى بحث أوجه التقارب والتشابه في مكانة النساء ما بين الأقلية العربية الفلسطينية في البلاد وبين الأقلية الكاتالونية في اسبانيا، وتدعيم الفتيات الشابات الفلسطينيات وتعريفهن بأوضاع النساء في أقليات أخرى في العالم.

ضمن البرنامج الحواري المُخطط، وكمدخل له، قامت مجموعة النساء الفلسطينيات بتقديم مقدمة تفصيلية عن الأقلية الفلسطينية في البلاد منذ النكبة والظروف التي مررنا بها كفلسطينيين حتى اليوم، وبالمقابل قامت المجموعة الكاتالانية باستعراض وضع وتاريخ الأقلية الكاتالانية في اسبانيا؛ كما وقامت كل مجموعة على حدة، بعرض وضع ومكانة النساء في أقليتها، حيث قمن لاحقاً في ورشات العمل بمناقشة قضايا النساء في مجالات الصحة، التعليم، السياسة، الدين والعمل، والتمييز في هذه المجالات على أساس القومية والنوع الاجتماعي؛ كما تم عرض فيلم أسباني يجسد قصة واقعية للعنف ضد المرأة في أسبانيا، وعرض فيلم "عبر الحدود" للمخرج بلال يوسف والذي يجسد معاناة المرأة الفلسطينية في الداخل كذلك معاناة الفلسطينيين عامةً.

بهدف تعزيز المُقدمة عن الأقلية الفلسطينية بمعلومات ومصادر مهنية من الحقل، التقت مجموعة النساء المشاركات في المخيم بمُمثلات وممثلين عن جمعيات حقوقية ونسوية تعمل للمجتمع الفلسطيني، منها مركز "الطفولة"، "بروفيل جديد"، "السوار" و-"أصوات" ومديرة "نساء ضد العنف"، عايدة توما – سليمان، الذين تحدثوا بدورهم عن مكانة النساء الفلسطينيات داخل إسرائيل وعن الغبن والتمييز السياسي والإنساني الذي تعانيه الأقلية الفلسطينية في البلاد كجزء من الممارسات السياسية لدولة إسرائيل ضدها.

في زيارة لجدار الفصل العنصري، قامت المشاركات أولاً بالالتقاء مع مكتب الأمم المتحدة OCHA حيث تلقوا عرضاً عن وضع الفلسطينيين في القدس المحتلة، الضفة الغربية وقطاع غزة وتوضيح لمخطط جدار الفصل العنصري، ومن ثم انطلقوا لرؤية الجدار والحواجز العسكرية الإسرائيلية التي تحد من تحرك الفلسطينيين على أرضهم؛ من ثم اتجهوا إلى زيارة "مركز القدس للنساء" حيث تعرفن على أوضاع النساء الفلسطينيات في ظل الاحتلال والممارسات البشعة بحق شعبنا الفلسطيني والنساء العاملات خاصةً، ثم زارت المجموعة مدينة رام الله ومقر الرئيس الراحل ياسر عرفات.

قامت المجموعة بزيارات وجولات في الناصرة، حيفا وعكا، والقرى المهجرة الغابسية والكابري، كما وقمن بجولة حول القرى غير المعترف بها في النقب، حيث التقوا بممثلات عن جمعية "معاً"، تعرفن خلالها عن أوضاع النساء البدويات، ومعاناتهن على الأصعدة المختلفة، وعلى عمل الجمعيات النسائية في النقب.

مجموعة الصبايا الفلسطينيات والكاتالانيات التي شاركت في البرنامج من العام الماضي، شاركت في اليومين الأخيرين لبرنامج هذا العام، حيث كانت المجموعة الكاتالانية (من العام الماضي) قد قضت ثمانية أيام في الضفة الغربية حيث اطلعن عن كثب على أوضاع الشعب الفلسطيني الذي يئن تحت الاحتلال؛ وقد أشادت المشاركات جميعهن بأهمية البرنامج وكمية المعلومات التي اطلعن عليها وعلى رغبة النساء الفلسطينيات في التغيير والتطوير، كما واتفقن على عدة فعاليات ستقوم المجموعتين على ترتيبها بهدف إيصال أصوات النساء الفلسطينيات إلى الخارج وتوثيق عرى التعاون بين المجموعتين. ولقد أكدت السيدة علا نجمي، مركزة البرنامج عن "نساء ضد العنف"، أن: "مبادرة نساء ضد العنف في المساهمة لفتح باب الحوار حول وضعية النساء في الأقليات والإطلاع والتعلم من تجارب الشعوب الأخرى، هي بداية انطلاقة للعمل المشترك مع أقليات من دول العالم المختلفة، لمناقشة وضعية النساء في الأقليات وبناء برامج عمل مشتركة حول القضايا التي تهمهن، حيث ساهمت مشاركة الفتيات المشاركات من العام الماضي، بتعزيز قناعتنا بمدى أهمية هذا التواصل وأهمية الاستمرار بمشاريع من هذا النوع".