الالتزام بمنظومة المعايير الاخلاقية العالمية ثابت وخال من المعايير المزدوجة

اعتمد البيان الصادر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة التنديد بما حدث في السابع من اكتوبر 2023 من انتهاكات وجرائم واغتصاب ضد النساء الاسرائيليات متجاهلا العنف البنيوي والعنصرية التي تمارسها اسرائيل يوميا بحق النساء الفلسطينيات. نحن الجمعيّات النسويّة الفلسطينيّة في اسرائيل الموقّعة أدناه لم نتجاهل هذه القضية إطلاقًا وكنّا قد ندّدنا بها في بيان سابق قد أصدرناه، إن قيمنا النسويّة والإنسانيّة لا تتجزّأ لم ولن نمرّ مرّ الكرام أو نتوافق مع استغلال وانتهاك أجساد النساء وحقوقهن تحت أي مبرّر أو حجّة لإحراز مكسب سياسي أيًّا كان.

أتى بيان الأمم المتحدة للمرأة في الأول من ديسمبر بعد 54 يومًا من الحرب المستمرة على قطاع غزّة متجاهلا سقوط 16,000 شهيدًا وشهيدة فلسطينيين مدنيين، 70% منهم نساء وأطفالا (هذا طبعًا عدا المفقودين والمدفونين تحت الأنقاض والذين يقدر عددهم بالآلاف)، وتهجير ما يقارب مليون ونصف فلسطيني من بيوتهم ومن ثم هدمها وتسويتها بالأرض وهدم كافة مظاهر الحياة. إن المنظومة الأخلاقيّة العالميّة (المتمثّلة بوثيقة حقوق الإنسان وكل القرارات الدوليّة) اعتمدت أساسًا مجموعة من المبادئ والقيم التي يُفترض أن تكون مشتركة وقائمة على مستوى العالم، والتي تتناول مسائل الأخلاق والقيم الإنسانية الأساسيّة التي يجب أن يلتزم بها الأفراد والمجتمعات والدول. وأن يكون الالتزام لها مفرّغ من المعايير المزدوجة وتجاهل فئات لصالح فئات أخرى.

إن بيان الأمم المتّحدة للمرأة وتركيزه على الانتهاكات من جانب واحد فقط، يشكّل خيبة أمل كبيرة لكل النساء المدافعات عن حقوق الإنسان، النساء الفلسطينيّات وخاصة نساء غزة ويزيد من معاناتهنّ وهن اللاتي طالما آمنّ بعدالة قضيّتهن ونضالهن للحرية والعدالة وانهاء الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة بالاستناد لقرارات الأمم المتّحدة ومجلس الأمن. نجزم ونقول انه من حقّ كل إنسانة وإنسان أن يعيش بأمان وأن يحظى بالحماية هذا هو حق متأصّل وهذا هو الصوت المتوقّع سماعه من منظّمة مسؤولة عن حفظ هذا الحق وهذه المنظومة والدعوة لإنقاذه والمطالبة بمحاسبة وعقاب كل من يخلّ بهذا. لذا نطالبكم بأخذ دوركم بالسعي لوقف هذه الحرب حالا والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وفق القرارات الدولية والوصول إلى حل سياسي عادل وشامل. ونؤكد بهذا، ونطالب الالتزام بالمواثيق الدولية وبالمعايير الانسانية التي انتجتها البشرية طوال السنين، من اجل حماية كل النساء في العالم، وحماية كل الشعوب.