إصرار على التغيير في لقاء لمجموعات النساء الناشطات جماهيريا في فندق سانت جبرييل بالناصرة

عقد يوم الجمعة في فندق سانت جبريئيل بمدينة الناصرة لقاء بمشاركة مجموعات النساء الناشطات جماهيريا حول موضوع الحراك النسوي والعمل الجماهيري، بإشراف وتنظيم وحدة التغيير المجتمعي في جمعية نساء ضد العنف، التي تركزها فداء طبعوني- ابو دبي.

وضم اليوم الدراسي عددا من ورشات العمل والمحاضرات لمجموعات النساء الناشطات جماهيريا من بلدات الرينة، الطيبة، ونين، حيت بدأ بلقاء تعارف بين المشاركات الآتيات من مناطق مختلفة. وتمحورت الورشة الأولى حول بناء هوية المجموعات المشاركة بشكل ابداعي، والتعريف ببداية عمل كل مجموعة عبر قيام المشاركات بسرد تجاربهن في تأسيس مجموعات النساء، والدوافع التي كانت وراء بناء المجموعات، كذلك تطرقت المشاركات إلى القاسم المشترك الذي يجمع المشاركات الآتيات من مناطق مختلفة من الوسط العربي وإمكانية التعاون وتبادل التجارب لإثراء المحاولات الجدية اللاتي يقمن بها للتغيير في بيئتهن ومجتمعهن.
وأعقب بناء هوية المجموعات قيام كل مجموعة باستعراض نشاطاتها التي قامت بها في محيطها الاجتماعي، والمعيقات التي رافقت بدايات العمل في مجموعات الناشطات، والتحديات المجتمعية التي يواجهنها لاكتساب خبرات مشتركة.

وكانت المحاضرة المركزية للسيدة عايدة توما –سليمان، مديرة جمعية نساء ضد العنف، تحت عنوان: أسس العمل الجماهيري وتحليل تجربة جمعية نساء ضد العنف، حيث استعرضت الأفكار التي حملتها مجموعة من النساء الناشطات قبل 18 عاما، والرغبة في إقامة جسم يقدم الدعم والحماية للنساء اللواتي يتعرضن للعنف، والتي أدت لتأسيس جمعية نساء ضد العنف، كجسم مهني.
وتطرقت عايدة توما – سليمان في محاضرتها إلى المصاعب والمعيقات التي واجهت تأسيس الجمعية، وأهمها انه لم يكن وقتها موضوع العنف ضد النساء مطروحا على الأجندة الجماهيرية كما هو اليوم، بالإضافة إلى أن الصراع بين إرادة التغيير التي امتلكتها عضوات المجموعة المبادرة لإقامة الجمعية وسطوة العادات والتقاليد التي كانت تمثل مصالح محددة في النهاية كان اكثر حدة.
وتطرقت عايدة توما إلى اهداف تأسيس جمعية نساء ضد العنف، واوجزتها بهدفين اساسيين: الأول هو كسر جدار الصمت حول ظاهرة العنف ضد النساء في المجتمع العربي، والثاني؛ توفير الحماية والدعم للنساء اللواتي يتعرضن للعنف ويعشن هذه التجربة القاسية.

واستعرضت عايدة توما مسيرة تحول جمعية نساء ضد العنف من فكرة تداولتها العضوات المؤسسات الى ان تكون اليوم الجمعية العربية الأهم والأكثر حضورا في مجال عملها وتأثيرها، حيث أشارت إلى أن الخطوة الأولى التي أعقبت تسجيل الجمعية الرسمي كانت بداية التفكير بإنشاء مركز مساعدة ضحايا العنف لأنه لا يكفي ان تتواصل مع ضحايا العنف بل ان توفر لهن الحماية، وهو ما قاد الى تأسيس مركز مساعدة ضحايا العنف ومركز الفتيات في ضائقة. ونوّهت عايدة توما الى ان حجم انتشار الظاهرة في المجتمع العربي كان مفاجئا جدا، إذ وصل الى مركز مساعدة ضحايا العنف خلال الشهر الأول من تأسيسه 32 توجها هاتفيا لنساء تعرضن للعنف.
وأشارت توما الى في معرض حديثها حول اسس العمل الجماهيري الى اهمية التخطيط الاستراتيجي في تحقيق الأهداف، حيث اشارت الى خطة استراتيجية توضع مرة كل 3 سنوات، كما لفتت نظر المشاركات الى توقّع والوعي بأن هناك من سوف يعارض المشروع وذلك لأنه في العمق يغيّر موازين القوى في المجتمع. كذلك اشارت الى ان جزءا من نجاح المشروع يأتي من وضوح تحديد الخصوم المحتملين، والداعمين، والتفرقة بين الجهات التي من الممكن ان تدعم في توجه معين، وبين الجهات الحليفة التي تدعم مشروعك على طول الخط.

واعقب المحاضرة نقاش وتوجيه اسئلة واستفسارات من المشاركات الى عايدة توما سليمان/ مديرة "نساء ضد العنف"، والى فداء طبعوني –ابو دبي، مركزة وحدة التغيير المجتمعي في الجمعية، اتسمت بالأجواء المنفتحة والرغبة لدى المشاركات في الاستفادة من تجربة جمعية نساء ضد العنف من أجل تطوير مشاريعهن في بلداتهن ومحيطهنّ اللواتي يعملن فيه.

وفي الورشة الأخيرة قدمت المشاركات تصوراتهن لما يمكن ان تكونّ عليه مجموعاتهن بعد سنتين من اليوم، وابدين الكثير من الاعتزاز بكونهن اخترن ان يبادرن ويعملن لإحداث هذا التغيير الذي يطمحن اليه.

وفي نهاية اللقاء جرى تقييم شامل لفعاليات وورشات اليوم، وأبدت المشاركات رغبة في إعادة التواصل وعقد لقاءات جديدة، في بلداتهن والعديد من البلدات والمدن العربية، للعمل على تبادل الخبرات والتجارب.