نساء ضد العنف تدين الحملة اليمينية ضد حنين زعبي

ما تزال الحملة السلطوية الإسرائيلية على الجماهير العربية في البلاد وشرعيتها السياسية تتوالى فصولاً؛ فإلى جانب المحاكمات السياسية التي يتعرض لها عدد من القياديين والنشطاء وأعضاء الكنيست العرب، مثل النائبين محمد بركة وسعيد نفاع والنشيطين أمير مخول ود.عمر سعيد، تشهد الساحة السياسية منذ أسبوع تصعيدا غير مسبوق بحق النائبة حنين زعبي على خلفية مشاركتها قافلة "أسطول الحرية" لكسر الحصار الإجرامي عن قطاع غزة.

فقد قوبلت حنين فور عودتها بجوقة تحريض يمينية شوفينية متعالية، سواءً خلال الكلمة التي ألقتها من على منصة الكنيست أثناء النقاش حول رد الفعل الإسرائيلي على أسطول الحرية، مروراً بقيام وزير الداخلية بفحص إمكانية سحب جنسيتها على ذات الخلفية، وصولاً إلى التطاول والتهجم الشخصي عليها خلال مداولات لجنة الداخلية البرلمانية في سحب امتيازاتها منها بسبب مشاركتها في أسطول الحرية، وما رافق "النقاش" من تفوّهات عنصرية واستعلائية مقززة، أثبتت جميعها المستوى الذي يتمتع به حماة الديمقراطية الإسرائيلية.
 

تود جمعية نساء ضد العنف التأكيد على تضامنها الكامل والتام مع النائبة حنين زعبي، ومع حقها المطلق في التعبير عن رأيها وممارسة نشاطها السياسي وتمثيل مصالح وقضايا الجمهور الذي اختارها لتمثله، كما تعبر نساء ضد العنف عن إدانتها واستيائها من مستوى النقاش الهابط الذي ساد جلسة لجنة الكنيست، والتفوهات الحمقاء والشوفينية التي حاول اعضاء اليمين فيها النيل من حنين فقط لكونها امرأة، وهي تفوهات مرفوضة بالمطلق، وتنم عن نفسيات وعقول موبوءة بالاستعلاء والعنصرية.

ويبدو في ظل ما تفوه به عدد وافر من أعضاء الكنيست أثناء مناقشة سحب امتيازات حنين زعبي من تصريحات بحق زعبي نفسها، أن كونها امرأة سمح لمدّعي حماية الديمقراطية اليمينيين من التطاول عليها بعبارات نابية ومقززة ، وهو الأمر الذي يعيد التأكيد، مرة بعد أخرى، أن أصحاب العقليات العنصرية ومؤيدي التمييز وقوانين الابرتهايد التي تجتهد الكنيست في تشريعها خلال السنوات الأخيرة ضد الجماهير العربية، لا يمكن أن يكونوا عادلين في تعاطيهم مع المرأة وقضاياها، وبديهي ليسوا مؤهلين لتمثيل هذه القضايا والعمل من أجلها

إننا نرى أن سحب امتيازات النائبة حنين زعبي كمنتخبة جمهور منها، والهجوم على شخصها سواء خلال مناقشة "اسطول الحرية" في قاعة الكنيست، والتطاول الشخصي عليها بعبارات نابية مقززة أمس خلال مناقشة لجنة الكنيست لسحب امتيازاتها، انما هو مسٌ سافر بحقها الأساس في التعبير عن رأيها وممارسة نشاطها السياسي لتمثيل جمهورها، حتى لو كان هذا الرأي والممارسة مخالفان لجوقة اليمين العنصرية الحاكمة في إسرائيل.