للنساء دور في النضال، في الثورة، في الحياة وفي كل مكان
نظمت جمعية نساء ضد العنف في مكتبة أبو سلمى ندوة تضامنية ثقافية حول دور النساء التونسيات والمصريات في الثورة وتأثيرها على مكانتهن.
افتتحت الندوة علا نجمي – يوسف، مهنئة بمناسبة الثامن من آذار، نساء تونس ومصر على وقفتهن ونضالهن في ثورة التحرير. وأشارت إلى أن المرأة شكلت عنصرا أساسيا في الثورة التحريرية، ووقفت إلى جانب الرجل في تحمل المسؤولية تجاه الثورة المباركة، لعبت المرأة دورا رياديا من خلال مشاركتها الفعالة في الثورة التحريرية في مصر وتونس والآن في الثورات التي نشهدها في العالم العربي.
د. ماجدة عدلي مديرة مركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب من القاهرة، شاركتنا عبر برنامج التواصل عن بعد "السكايب"، بدأت حديثها شاكرة لجمعية نساء ضد العنف على إتاحة الفرصة للتواصل من خلال الندوة مع الداخل الفلسطيني وأهمية إيصال صوت النساء وتجربتهن في الثورة، وتطرقت في كلمتها إلى دور النساء بالعموم من أجل بناء وطن حر، "نحن كنسويات لنا اهتمام واسع وشامل لمطالب النساء، نحن نسعى لبناء وطن ديمقراطي لا يكون فيه أي تمييز على أساس اللون أو الجنس على مرر التاريخ شاركت المرأة المصرية في كافة الحركات الاجتماعية وكان لها دور فعال في تمهيد التربة لـ ثورة 25/1. وأكدت أن العمل وبناء الدولة لم ينتهي عند تنحي الرئيس، إنما العمل الحقيقي يأتي اليوم ما بعد الثورة، ستشارك النساء في بناء مجتمع ديمقراطي حر.
الناشطة عبير قبطي، عضو أدارة "نساء ضد العنف" والتي كانت شاهدة على أحداث الثورة المصرية لتواجدها في القاهرة في تلك الأيام التاريخية. قالت "الناس أوجدت داخل ميدان التحرير المجتمع والنظام الذي تريده أن يسود في مصر، فمثلاً برز التكافل الاجتماعي. حراسة المنشئات العامة حتى النساء شاركت في الحراسة، الحب للبلد. النساء كن شريكات في صناعة هذه القيم. ووجودهن كان حيوي في صناعة وبلورة هذه القيم.
خلال الثورة واحدة من الأمور التي لفتت نظري، تمثيل النساء في الإعلام خلال الثورة، فالنساء كن يطلبن لمقابلات كمشاركات في الثورة، ك"ناشطات" ميدانيات وغالباً كان الرجال يظهرون كمحللين سياسيين، وكأنهم فقط هم لديهم الرؤية السياسية الشاملة، وغيب صوت النساء ورؤيتهن للثورة ومستقبل مصر. والآن النساء في مصر وتونس يواجهن تغييب في إشراكهن في بلورة النظام الجديد، ومثال على ذلك استبعاد أي تمثيل نسوي من لجنة تعديل الدستور."
من تونس كانت معنا السيدة أحلام بلحاج مناضلة نسوية من جمعية النساء التونسيات الديمقراطيات، التي تحدثت عن أهم مميزات الثورة التونسية هي مشاركة واسعة للشبان والشابات، والوجود المكثف للنساء وحينها لم يكن حضور النساء من أجل مطلب نسوي إنما من أجل المطلب العام وهو تحرير الوطن وتحقيق العدالة الاجتماعية، اليوم ما بعد إنتهاء الثورة هناك دور رائع للنساء وللحركات النسوية في تونس من أجل إعادة بناء المجتمع والوطن التونسي.
في الختام أشارت يوسف إلى أن أهم ما نتمناه من هذه الثورة هو تجنب تهميش المرأة والتأكيد علي أهمية دورها في المجتمع. خاصة بعد مشاركتها الفعالة خلال هذه الثورات المباركة حيث كان بينهن شهيدات وجرحى ساهمن بروح نضالية عالية بهدف بزوغ فجر جديد مشرق يضمن حقوقهن. وننادي صناع القرار بوضع قضايا المرأة في بداية أولوياتهم مع مراعاة "البعد النسوي" في كافة مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والصحية والتعليمية والاقتصادية لتحقيق مبدأ المساواة والعدالة الاجتماعية، إن المرأة كانت مستبعدة اجتماعياً وسياسياً وتعاني الكثير من المشاكل والأعباء الاقتصادية. فقد فاض بالناس الكيل مما أدي إلي انصهار جميع فئات الشعب في روح واحدة ناءت بالتغيير.. وفي هذه الثورة تقدمت المرأة الصفوف مثل الشباب والرجال بجرأة وقلب مليء بحب الغير لمجتمعها وبلدها.. مما أرسى ذلك مبدءاً جديدا ًعلى مجتمعنا وهو "لا تقل أنا وأنت.. بل قل نحن".