نساء ضد العنف في أمسية فنية مميزة من الرائعة ناي برغوثي
ابدعت الفنانة الصاعدة ناي برغوثي ،امس الثلاثاء، في الامسية الفنية الملتزمة التي نظمتها جمعية نساء ضد العنف في مدينة الناصرة. وكانت الفنانة الشابة ناي ابنة الستة عشر ربيعا من رام الله قد تبرعت بظهورها في الحفل ليتاح رصد ريع الحفل لدعم نشاطات ومشاريع جمعية نساء ضد العنف.
افتتحت الأمسية ليندا خوالد – أبو الحوف، مركزة مركز مساعدة ضحايا العنف الجسدي والجنسي شاكرة كل من ساهم في إنجاح هذه الأمسية، وخاصة الحضور الذي فاق ال 450 مشاركا.
وقدمت خوالد الفنانة ناي: هذه الشابة الواعدة التي قررت مناهضة الاحتلال على طريقتها الفنية فهي مغنية، ملحنة، وعازفة فلوت. أنهت دراسة الفلوت في معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في 2011 وهي في الرابعة عشر من عمرها. ألّفت ناي ست مقطوعات موسيقية لآلة الفلوت، يُدرّس بعضها في المعهد الدولي للموسيقى الأيبيرية بفالنسيا، إسبانيا.
وأضافت: أثناء توجهها بالحافلة إلى تدريب غناء في القدس المحتلة العام الماضي، أوقفتها مجندة من جيش الاحتلال على حاجز قلنديا ومنعتها من العبور، صارخة بوجهها بعد أن أصرت ناي على العبور كحقها الطبيعي. وعندما جاء والدها بسيارته ليأخذها إلى القدس، رأى أنها كانت ترجف من الإهانة والخوف معًا، فسألها إن كانت تفضل العودة إلى المنزل والتغيب عن التدريب. فردت: "سأذهب إلى القدس رغمًا عن أنوفِهم لأغنّي وأُكمل ما بدأت، فهذا الشكل الذي اخترته لمقاومة احتلالهم. لن يكسروا عزيمتي."
ناي قدمت عرضها الغنائي المنفرد الأول، "مُنيَتي" في القاهرة ورام الله وحيفا، وستقدمه الشهر المقبل في بيروت، بمرافقة الموسيقي اللبناني المرموق شربل روحانا. وأمس قدمته في الناصرة دعماً منها لمسيرة "نساء ضد العنف".
السيدة عايدة توما – سليمان، مديرة "نساء ضد العنف" قالت في كلمتها "يثلج صدري ويشد من أزرنا جميعا في الجمعية هذا الحضور المتميز والكبير لجمهور أتى ليدمج بين فعلين لا تناقض بينهما، ليتمتع بفن راق ملتزم يحمل رسالة واضحة فيها انتماء واعتزاز بموروث ثقافي وتاريخ حضارة زخرت بالكلمة واللحن والصوت الشجي، وفي الوقت ذاته تقديم الدعم المعنوي والمبدئي قبل المادي للجمعية.
وتابعت مؤكدة "لقد نقشنا على رايتنا في الجمعية منذ تأسيسنا انتماءنا لمجتمعنا الفلسطيني العربي والإنساني وانطلاقا من إيماننا بكل ما هو مقدس لدينا من الحق في الحياة والكرامة والتطور والنمو والحق بحرية الرأي والتعبير خضنا العديد من النضالات برؤية ومنظور لا يقبل التلون أو المهادنة أو التراجع . واليوم ونحن نرى هذا الكم من الجمهور يلتف حولنا ويقدم الدعم تزداد عزيمتنا ثباتا وتشحن نفوسنا بطاقات جديدة."
وأكدت توما- سليمان: في زمن يتجرأ البعض على تحريم ظهورنا نحن النساء على مسرح أو منصة ويعتبر صوتنا عورة يصبح عملنا هذه الليلة فعل مقاومة تتبوأ فيه الفنانة ناي برغوثي المنصة لتقاوم على طريقتها فيأتي صوتها صادحا من رام الله ليتجاوز الحواجز والجدار والفصل الاعتباطي الذي يمارسه الاحتلال بين الاخوة وبين ابناء وبنات الشعب الواحد لتصبح الاغنية مرة اخرى فعلا مقاوما.
ولقد ذهل الجمهور الحاضر من الناصرة ومختلف القرى والمدن من اداء الفنانة ناي وخامة الصوت التي تنافس عمالقة الطرب الاصيل، حيث قدمت باقة من الاغاني منها الفيروزيات واغان قديمة لأم كلثوم والأخوين رحباني (راجعين يا هوى، إفرح يا قلبي، منيتي عز اصطباري وغيرها من الأغاني..)
وقاطع الجمهور المغنية أكثر من مرة بالتصفيق الحار اشادة برقي وجمالية صوتها.
في الختام نشكر كل من ساهم في إنجاح ودعم هذه الأمسية: صحيفة الاتحاد، موقع بكرا، طحينة الأرز، مطعم ومقهى مشوار، نادي الروتري، مطعم تشرين، السيد سهيل عيساوي- وكالة تأمين، جرايسي، ديلوسو، مطعم تنورين، مطعم فتوش، الشقحة، مطعم صباح ومسا، مطعم مسك، شركة إنفورماتيكا.