بالتعاون بين نساء ضد العنف وطاقم شؤون المرأة:حوار نسوي فلسطيني حول تحديات المرحلة المقبلة

 

 

بالتعاون بين نساء ضد العنف وطاقم شؤون المرأة:

حوار نسوي فلسطيني حول تحديات المرحلة المقبلة

 

عقدت جمعية نساء ضد العنف بالتعاون مع طاقم شؤون المرأة ، يومين لقاء فريدا في نوعه لمدة يومين بعنوان "حوار نسوي فلسطيني حول تحديات المرحلة المقبلة" في مدينة رام الله، شاركت به نحو 40 نسوية، ناشطة فلسطينيات 48من جانبي الخط الاخضر. وتميزت المشاركة بالتعددية اذ شملت نشيطات حزبيات بارزات من مختلف احزاب بين الجماهير الفلسطينية في اسرائيل وقيادات جمعيات نسوية وكذلك نساء من مختلف الاحزاب والفصائل الفلسطينية وقيادات من الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وجمعيات نسوية وبرز في اليوم الاول مشاركة ماجدة المصري، وزيرة الشؤون الاجتماعية في الحكومة الفلسطينية.

ودار الحوار خلال اليومين إلى مواضيع عدة منها مشاركة النساء السياسية بين الواقع والتحديات، تأثير سياسة التمويل على العمل المجتمعي، وبرامج تمكين المرأة الفلسطينية كذلك أسباب بعد الحركة النسوية عن الأطر السياسية والعمل السياسي العام، و دورالنساء في إحياء النشاط المجتمعي الحقوقي النسوي وتأثيره على الساحة السياسية العامة. كما وخصصت احدى الورشات لمناقشة الخطاب الأصولي والخطاب النسوي و الاطر النسوية والعلاقة مع جيل الشباب. كما شمل البرنامج مداخلتين مركزيتين عن الحركة النسوية الفلسطينية حيث قدمت سامية بامية، عضو الهيئة الادارية للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وعايدة توما – سليمان مديرة جمعية "نساء ضد العنف" استعراضا للمحطات المفصلية في تاريخ الحركة النسوية الفلسطينية وتحديات المرحلة المقبلة.

ورسمت المشاركات من خلال نقاشاتهن خطوط التشابه في تجاربهن وكذلك اشرن بوضوح الى التراجع الحاصل في المشاركة السياسية للنساء معتبرات أن بعض التجارب مع الاحزاب السياسية وخاصة اليسارية ادت الى عزوف العديد من النساء عن العمل السياسي الحزبي.

 

واكدت المشاركات في النقاش الذي دار حول سياسات التمويل الى أهمية اليقظة لتأثيرات اجندات الممولين على المشاريع التي تقدمها بعض الجمعيات وعلى تحول العمل النسوي من نضال سياسي واجتماعي عام الى وظائف مهنية تغيب عنها في الكثير من الاحيان الرؤى السياسية والفكرية .

وفي حديث مع السيدة سامية بامية، عضو الجمعية العمومية لطاقم شؤون المرأة، أكدت أن هذا الحوار النسوي الفلسطيني الذي جرى خلال اليومين والمواضيع الحساسة التي تطرق لها البرنامج بات محور اهتمام عند النساء الفلسطينيات وقد برز ذلك في التساؤلات والهواجس التي طرحتها النساء.

كما وأشارت إلى الميزة النقدية التي كانت واضحة، وقالت "أنا اعتبر البرنامج بمثابة وقفة نقدية واضحة عكستها النساء تجاه آليات عملها، تجاه أحزابها التي تنتمي إلى صفوفها، وهذا برأيي دليل نضج واضح حول أهمية التفكير والعمل على توحيد الطاقات والتنسيق بغض النظر عن الانتماء الحزبي والتوجه بشكل جاد لإعادة الحراك النسوي إلى حركة نسوية منظمة تسعى إلى تنظيم وحشد طاقات النساء ليصلوا إلى مواقع صنع القرار. 

 

السيدة فدوى خضر، مديرة جمعية عباد الشمس لحماية الإنسان والبيئة وعضو مكتب سياسي لحزب الشعب الفلسطيني، أشارت في حديثها إلى أهمية العمل على تشكيل لوبي نسوي ضاغط لطرح القضايا المفصلية التي تمر بها النساء الفلسطينيات. فيما أثنت على الفرصة التي أتاحها البرنامج لمشاركة نساء ناشطات فلسطينيات من جانبي الخط الاخضر متحديات الحواجز التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي والجلوس سوياً على طاولة الحوار من أجل طرح قضايانا التي لا فرق بها على أجندة النضال الوطني العام.

وفي حديث خاص أكدت عايدة توما- سليمان مديرة جمعية نساء ضد العنف على ان هذين اليومين كانا نتاج لقاءات سابقة مهدت للتعاون بين الجمعية و"طاقم شؤون المرأة" والاقبال الذي شهده الحوار من النساء القياديات دليل على الحاجة الموضوعية التي تشعر بها النساء الفلسطينيات للتواصل ومناقشة اوضاعهن ومراجعة دورهن في مجمل النضالات التي يخضنها على الصعيدين الوطني والاجتماعي.

 

واضافت توما- سليمان: لقد اتسم اللقاء بالصراحة والتفكير العميق من طرف المشاركات والرغبة في استكشاف التحديات التي تواجه الحراك النسوي الفلسطيني في مختلف المواقع. اننا ننظر بأهمية بالغة الى هذا الحوار ونعتبره تطور هام على صعيد العمل النسوي.     

 

الناشطة هبه يزبك، عضو اللجنة المركزية لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أشارت إلى أنه من شأن البرنامج تعزيز التواصل الفلسطيني- الفلسطيني بين ابناء وبنات الشعب الواحد وفتح القنوات لتبادل التجارب والخبرات وبلورة رؤى وطنية ونسوية مشتركة من شأنها النهوض بمجتمعنا ونساءه على  المستويات المختلفة. هناك حاجة للاستمرارية في هذا البرنامج لما فيه من تعزيز من أهمية التواصل، فالهموم مشتركة وهناك حاجة للتشديد  على القضايا المتقاطعة وكيفية التعامل معها. من خلال اللقاء تم تسليط الضوء على قضايا عدة تشغل الناشطات النسويات والسياسيات، مثل  تمثيل النساء في مواقع صنع القرار، دور الجيل الشاب، دور الأحزاب وغيرها. 

 

في نهاية البرنامج أكدت المشتركات أن التحدي يكمن في متابعة هذا التواصل وعقد المزيد من اللقاءات التي من شأنها أن تمؤسس لمجموعة تفكير استراتيجية للعمل النسوي الفلسطيني وتنفيذ التوصيات على المستوى الحزبي، الجماهيري والمؤسساتي.