التمثيل النسائي في انتخابات السلطات المحلية

                  

 

 

التمثيل النسائي في انتخابات السلطات المحلية 2013 الى اين ؟؟


نظمت جمعية "الزهراء" للنهوض بمكانة المرأة وجمعية " نساء ضد العنف" يوما دراسيا على شرف يوم المرأة العالمي  بعنوان "النساء وانتخابات السلطات المحلية "وبحضور حاشد من  النساء الناشطات في العمل الجماهيري والناشطات في الاحزاب السياسية من مناطق مختلفة (سخنين –عرابة –دير حنا –البعنة-كوكب ابو الهيجا- الرينة- الناصرة- باقة الغربية –قرى البطوف وغيرها ). للتأكيد على اهمية وواجب اشراك  النساء في انتخابات السلطات المحلية القادمة وضمان تمثيل لائق للنساء في قوائم الانتخابات المحلية وذلك يوم امس الاول السبت  في مركز "اتحاد مدن جودة البيئة" في سخنين .


تخلل اليوم الدراسي ثلاث جلسات وافتتح بكلمة من رئيس بلدية سخنين، البلد المضيف،  مازن غنايم والذي اكد على أهمية وصول النساء الى مراكز اتخاذ القرار ومد اليد لكل  امرأة تريد ترشيح نفسها للانتخابات.  الكلمة التالية كانت  للمديرة العامة لجمعية الزهراء،  وفاء شاهين والتي اكدت على أهمية ترشيح نساء في أماكن متقدمة للانتخابات القادمة للسلطات المحلية  بما يعود بالفائدة على الأحزاب نفسها . بعدها قدمت  عايدة توما – سليمان مديرة جمعية نساء ضد العنف تحية الجمعية افتتحتها بقولها: كل عام وأنتن أبيِّات ، مناضلات حرات في الثامن من آذار وهو يوم نضال طالما ما زال هناك  تمييز وإجحاف بحق النساء.  كما أكدت ردا على حديث غنايم ان الجمعية ترفض الكيل  بمكيالين عند الحديث عن حق النساء المتعرضات للعنف في حال قررت التوجه للشرطة واتهامها بأنها تسعى لتخريب بيتها لأن من يخرب البيت أو لا يهمه البيت هو الرجل العنيف وحان الوقت أن لا نلوم المرأة  بل ان نحييها لشجاعتها في الدفاع عن حقها وحق اطفالها في الحياة الكريمة بدون عنف . واضافت توما – سليمان: من هنا نرسل بتحياتنا للنساء الفلسطينيات المناضلات من أجل حقوقهن وضد الاحتلال وللنساء التونسيات والمصريات واليمنيات وجميع النساء العربيات.


الجلسة الثانية ادارتها طالبة اللقب الثالث  عنان أبو صالح حيث تمحورت الجلسة حول " رؤية اكاديمية النساء الفلسطينيات والسياسة المحلية تحديات وفرص " للمحاضرة في جامعة تل ابيب د.تغريد يحيى يونس التي اسهبت في شرحها وافتتحت بالاشكالية المنهجية في تحديد نقطة البداية الزمنية للموضوع العام 1948 وقد أشارت الى ان النساء العربيات داخل إسرائيل قد وصلن الى عضوية المجالس المحلية قبل الوصول الى الكنيست  في سنوات الثمانين ولرئاسة سلطة محلية واحدة في بداية السبعينيات هذا رغم أنهن يواجهن الكثير من المعيقات والتحديات الثقافية والهيكلية على صعيد الانتخابات المحلية منها كون الانتخابات المحلية تدور في فلك الحمائلية والطائفية التي تعرقل وتمنع دخول النساء. لكن هناك تصدعات تسمح للمرأة الدخول مثل التمثيل الحزبي (الجبهة والتجمع) وقوائم الحركة الاسلامية والذي عن طريقه دخلت  العديد من النساء العربيات الى المجالس المحلية منذ الثمانينيات. الدكتورة يحيى- يونس تناولت في محاضرتها ثلاثة موضوعات رئيسية أولها "ترسيم صورة للتدني الصارخ بل وتغييب تمثيل النساء العربيات في انتخابات السلطات المحلية عبر السنين". ثانيها  "العوامل الثقافية والهيكلية للمنظومة السياسية والتي تفسّر تدني تمثيل النساء. وثالث موضوع تناولته هو "استقراء الفرص الكامنة في المنظومة الثقافية والهيكلية القائمة وفي الخطاب البديل"

.  المداخلة الثانية للسيدة عايدة توما –سليمان عن تمثيل النساء في العمل المحلي السياسي – حيث استعرضت دراسة قامت بها علا نجمي من الجمعية حول النساء في دوائر اتخاذ القرار وقالت ان التمثيل السياسي المحلي للنساء العربيات سبق التمثيل السياسي لهن في الكنيست والعمل السياسي للنساء الفلسطينيات بدأ قبل الـ48 واستمر بعد النكبة بمشاركة النساء في يوم الأرض وخاصة في سخنين والمنطقة. وفي العام 1976 اعطت النساء  مثالا حيا حيث خرجن وشاركن في يوم الأرض للدفاع عن أراضيهن ولم يكن تخطيطهن الوصول الى الكنيست في حينه كذلك مشاركتهن  في التظاهرات واحياء الأيام الوطنية المختلفة لكن للأسف لم تستطع النساء استخدام مشاركتها كرافعة لتمثيلها في مواقع القيادة .طبعا العمل على الصعيد المحلي أي  العضوية في المجالس المحلية هو عمل تطوعي بدون اجر مالي والنساء لهن أدوار كثيرة تصعب تفرغهن وفي ساعات عمل غير اعتيادية للعمل البلدي ضمن المجلس المحلي .ووجهت توما في مداخلتها رسالة للنساء دعتهن فيها للانخراط في القضايا البلدية مؤكدة ان النساء لهن احتياجات ووجهات نظر خاصة ستغني العمل البلدي . وقالت في توجه للقوائم التي ستخوض الانتخابات ان لا تنتظر حتى الاسابيع الاخيرة للتوجه للنساء للترشح من خلالها وانما العمل الجاد منذ اليوم على ادماج النساء في القضايا المحلية والعمل البلدي لكسر الحواجز أمام ترشيحهن.

 
الكلمة الاخيرة في هذه الجلسة كانت للسيدة تمام شلش – عضو سابق في مجلس محلي عرابة  اسهبت في شرح التجربة الشخصية كعضو مجلس عرابة المحلي سابقا ممثلة عن الجبهة الديمقراطية حيث حيت النساء في عيدهن وعبرت عن اعتزازها للتحدث عن تجربتها الفريدة وعن الصعوبات التي واجهتها وأكدت انها استطاعت تجاوز صعوبة العمل كأمرأة وحيدة في المجلس المحلي واثبتت أن بامكان النساء ان يعالجن مختلف القضايا بمسؤولية على الشأن العام . وأعلنت شلش خلال مداخلتها عن نيتها بالترشح للعضوية في الانتخابات القادمة

.
الجلسة الثالثة ادارتها  نائلة عواد – راشد من جمعية نساء ضد العنف حول " فاعلية النساء في الاحزاب والحركات السياسية وانتخابات السلطات المحلية 2013 . بمشاركة مندوبي الاحزاب السياسية في منطقة البطوف حيث شارك عمر نصار – رئيس مجلس عرابة المحلي، ممثل الجبهة منطقة البطوف ومدين أبو صالح – نائب رئيس بلدية سخنين، ممثل حركة أبناء البلد منطقة البطوف والمحامي إياد خلايلة– سكرتير التجمع الوطني الديمقراطي وعلي حيدر- عضو اللجنة المركزية والسكرتير التنظيمي، الحركة العربية للتغيير.


وقد أكد كافة المتحدثين على أهمية مشاركة النساء من خلال تمثيلهن في الأحزاب والحركات السياسية وفي القوائم الانتخابية للسلطات المحلية كما حملت جمعية نساء ضد العنف وجمعية الزهراء في نهاية اليوم المسؤولية التي تقع على الأحزاب ليس فقط بمواجهة السلطة وسياساتها التمييزية ضدنا كأقلية إنما على الأحزاب والحركات السياسية والوطنية معالجة القضايا الداخلية في مجتمعنا وطرح البدائل الشجاعة والجريئة لتحصين هذه الجماهير .وعلى هذه الهيئات أن تقبل التحدي والإقرار بحقوق المرأة وضمانها فعلا وقولا من خلال رصيد سياسي جماهيري مبدئي وانتخابي لا يقبل المساومة .


وتم النقاش والتلخيص في نهاية الجلسة بمشاركة النساء الحضور وناشطات الاحزاب المختلفة .
في نهاية اليوم تم تسليم  عريضة موقعة من قبل النساء المشاركات تطالب الاحزاب بضمان تمثيل النساء في أماكن مضمونة في تركيبة قوائمها المتنافسة في  انتخابات السلطات المحلية القادمة 2013 . وتم تقديمها لممثلي الأحزاب من قبل مديرة جمعية الزهراء السيدة وفاء شاهين ورئيسة جمعية نساء ضد العنف المحامية ناهدة شحادة .


وتخلل اليوم معرض للمطرزات والاشغال اليدوية التراثية الفلسطينية من بازار عدنا ومجموعة نساء شريكات الدرب  من البعنة.