مرة أخرى، شكوك حول اعتداء جنسي من قبل وزير





يوميا نسمع عن حالات اعتداءات جنسية تعرضت لها نساء وفتيات بأماكن مختلفة مثل العمل، أماكن عامة، داخل العائلة وغيرها. أخبار تمر بالغالب دون أن تستوقف الكثيرين بالمجتمع، كأنه حدث عابر. لكن عندما يكون المعتدي شخص ذو صلاحية مرموقة تضج وسائل الأعلام وتتزاحم الأخبار وكأن الأهمية هي للشخص (المعتدي) وليس الحدث نفسه.

ضحية أخرى تجد نفسها أمام جهاز يلومها مما يعزز الشعور بالذنب والخجل والصمت لديها ولدى ضحايا أخريات.

تم الإعلان في بداية الأسبوع الجاري عن شكوك حول تحرش جنسي من قبل وزير معروف في الحكومة، الذي استغل منصبه وصلاحياته واعتدى جنسيا على موظفة في مكتبه.

حدث كهذا يستحق التحقيق فيه بجدية وبشكل كامل.

للأسف هذا تصرف يتكرر في كل مرة تجمع بها ضحية قواها وتتجرأ بتقديم شكوى ضد شخص إعتدى عليها جنسيا، خاصة عندما يكون هذا الشخص معروف وصاحب منصب مرموق بالحكومة.

عند كشف الخبر مباشرة ، جرى ذم الضحية وصورت بشكل سلبي للغاية، وكان تجاهل تام للإعتداء الذي تعرضت له.علما أن ذم الضحية وتذنيبها مباشرة بعد تقديم الشكوى، يعزز الشعور بالخجل لدى الضحية وقد يردع ضحايا أخريات من البوح والكشف عن إعتداء جنسي تعرضوا له .

لا شك أن محاولات إخراس الضحايا وزعزعة مصداقيتهن تخدم أصحاب المناصب العليا بتطهير سمعتهم. كما وأن تصرف كهذا يلحق الضرر بالمصلحة العامة بكشف إعتداءات جنسية من قبل أصحاب مناصب مرموقة وإدانتهم ومحاكمتهم. حيث أن من الأسهل للمجتمع أن يصدق بأن المشتكيات كاذبات ولا أساس لادعاءاتهن من الصحة، على أن الإعتراف بأنها هذه ظاهرة منتشرة بالمجتمع تتعدى كل الفروقات الاجتماعية.

يصل مراكز المساعدة لضحايا الاعتداءات الجنسية يصل سنويا حوالي 40000 توجه. ونحن نعرف جيدا بأن كثير جدا من النساء قد تعرضن لاعتداء جنسي ولم يتجرأن للتوجه والحديث عن هذا الاعتداء. كما ونعرف أيضا بالفرق الشاسع بين النساء اللواتي يتعرضن لاعتداءات جنسية بمكان عملهن لبين اللواتي يتوجهن لتقدمة شكوى ضد هذا الاعتداء.

ومن المعطيات لسنة 2013  التي وصلت مركز المساعدة لضحايا العنف الجنسي والجسدي في جمعية نساء ضد العنف رأينا أن :

29% من التوجهات هي تحرشات جنسيه , والتي كان المعتدي فيها المشغل أو انسان في موقع سلطة بالنسبة للضحية وهذه النسبة العالية تؤكد  مجدداً مدى استغلال المعتدي لمكانته وموقعه لتنفيذ الاعتداء.

وقد عبرت المتوجهات عن خوفهن من ان تقديم الشكوى ضد المستخدم  سيضطرهن الى ترك مكان عملهن, بالاضافه الى اضطرارهن لمواجهه الموقف المجتمعي المذنب حيال النساء والفتيات ضحايا الاعتداءات الجنسية .

لهذا نحن في جمعية نساء ضد العنف وفي مراكز المساعدة نشد على أيادي النساء اللواتي تجرأن بالتوجه وتقدمة شكوى، كما ونجد أهمية كبرى بإعلان وكشف حالات لاعتداءات جنسية كهذه وغيرها لزيادة المعرفة  والوعي لدى الجمهور بأنها ظاهرة مجتمعية واسعة والتي بحاجة لعلاج شامل. هذا وندعوا المجتمع لإدانة العنف الجنسي على أشكاله.

ونتوجه لكل أمراه وفتاه بأنه من حقها العيش الكريم وممارسة حياة خاليه من العنف والاستغلال والتمييز ,وبإمكانها التوجه لنا على الرقم المجاني 04- 6566813 لمدة 24 ساعه يوميا مع المحافظة على السرية التامة لتوجهها.