العام والخاص في هدم البيوت: التجربة بأصوات النساء


  • في الهدم ضياع: "من لما هدوا بيتي بطلت أعرف مين أنا وشو اعمل... ضياع وخوف والدنيا تغيرت"
  • في الهدم حصار: "الساعه 12 بالليل حاصروا البيت ودخلوا علينا قطعوا التلفونات وطلعونا برة، انا وزوجي وأحفادي وهدوا البيت"

 

نظمت جمعية نساء ضد العنف بالتعاون مع جمعية البير والمركز العربي للتخطيط البديل حلقه نقاش حول العام والخاص في تجربة هدم البيوت.  هدفت الحلقة لإحضار أصوات النساء وتجربتهن في العام والخاص في هدم البيوت، ضد الحملة  العنصرية التي تشنها قوات الهدم والتشريد.



افتتحت اللقاء علا نجمي – يوسف مركزة مشروع تمثيل النساء في جمعية نساء ضد العنف مرحبه وشاكرة للحضور وأشارت "في الذكرى 38 ليوم الارض الخالد ارتأينا تسليط الضوء على قضيه هدم البيوت وتأثيرها علينا كنساء في شقين مركزيين كوننا ضحايا سياسات الهدم العنصرية وكوننا جزء هام في النضال ضد هدم البيوت للنساء دور هام ومؤثر في المعركة ضد هدم البيوت والنضال بالتصدي لهذه الظاهرة ومن المهم تكاتف الجهود والعمل من اجل تحفيز خروج المرأة في الدفاع عن الأرض والمسكن".


السيدة سمية شرقاوي، مديرة جمعية البير أشارت في حديثها إلى "القوة في التعاون والتشبيك ما بين المؤسسات الناشطة لطرح قضايا تمسنا كأقلية عربية في هذه البلاد، قضيه هدم البيوت هي قضيه تخصنا جميعا ويجب علينا التكاتف لمناهضتها والتصدي لها".


وتطرقت السيدة عايدة توما – سليمان، مديرة جمعية نساء ضد العنف بقولها "تحتل النساء مكانا في الصدارة من حيث التصدي والنضال ضد هدم البيوت، التجربة القاسية في هدم البيت تعيشها النساء بتفاصيلها العميقة ولا أحد يمكنه وصف البيت أكثر من امرأة ذاقت مرارة الهدم، وفي معظم أشكال التضامن نجد أن صوت النساء لا يحضر دائماً للحيز العام ولهذا اخترنا هذا اليوم لفسح المجال أمام النساء لمشاركتنا بتجاربهن" . كما وأشارت إلى "أنه حان الوقت لتقف النساء على منصة الحوار الوطنية، وليحضرن تجاربهن الى موقع أتخاذ القرار وامام الهيئات القيادية العليا وعلينا جميعاً قيادات وجمعيات ومجتمع أجمع أن نضع هذه القضية على سلم أولوياتنا".


واستعرضت د. سناء خشيبون، في مداخلتها أهم نتائج البحث لرسالة الدكتوراة حول أهمية البيت وتأثير فقدانه على العائلات الفلسطينية في القدس وأشارت إلى تجربه إحدى العائلات المقدسية "من لما هدوا بيتي بطلت أعرف مين أنا وشو اعمل... ضياع وخوف والدنيا تغيرت الناس تغيرت، حتى أولادي وعيلتي تغيروا، ومش غادر أوفر الامان لأولادي". وفي المعطيات تطرقت د. خشيبون أنه "وصل عدد الفلسطينيين في القدس سنة 2012 الى 371،844 – 38%، 93100 من سكان القدس الفلسطينيين يعيشون في ظل التهديد باقتلاعهم من بيوتهم، وما يعادل 40% من البيوت الفلسطينية في القدس مبنية بدون ترخيص. ونوهت أنه وفقا لمعطيات جمعية بتسيلم بين الأعوام 2004 – 2013 تم هدم 494 بيت تابع للعائلات الفلسطينية".  

 

وعن خصوصية التخطيط والبناء في البلدات العربية، تحدثت مخططة المدن عناية بنا، من المركز العربي للتخطيط البديل عن "مميزات التخطيط والمشاريع الضخمه التي تشرعنها الدولة بامتيازات سريعة بالتحديد في منطقة وادي عارة بهدف التضييق على المواطنين العرب، وهذا بطبيعه الحال هو انعكاس لسياسة الدولة في تضييق الحيز على المواطنين العرب، مشيرة الى أن نكبة الفلسطينيين في 1948 ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا وستستمر في السنوات الماضيه ما لم نعي ونتصدى لهذه المخططات" وأكدت "على أهمية اللجان الشعبية ولجان الأحياء، التي تدعم صمود العائلات الواقعة تحت قرارات الهدم العنصرية، وأشارت إلى تقصير السلطات المحلية بأخذ دورها بهذا الصدد".


المناضله نزهه ابو شرقية، أم عقبه قالت وصوتها يعتصره الألم "هذه أول  مرة أخرج من بيتي من 10 أشهر من لما هدوا بيتي، كان أصعب يوم في حياتنا، الساعه 12 بالليل حاصروا البيت ودخلوا علينا قطعوا التلفونات وطلعونا برة، انا وزوجي وأحفادي وهدوا البيت، ما كان حدا معنا، بيتي انبنى في سنه 1965 و 40 سنه ما ارتحنا كل الوقت محاكم، بس ارادتنا قوية وكل هذا ما رح يبعدني عن أرضي وبيتي بحياتي وحتى بمماتي"


وتلخيصا للنقاش عبرت جميع المشتركات بأنهن وبالرغم من تعّدد الأصوات الاّ أن التجربة واحدة والجريمة واحدة وهدم البيت لا يختلف إن كان في القدس، النقب، اللد، وادي عارة والجليل، في الهدم مقوله واضحه إننا كنساء وعائلات كان لنا بيت فقدناه بين ليلة وضحاها، لأصواتنا جميعاً نضال مستمر أبى ويأبى الرضوخ لجرافات الهدم العنصرية. لتجاربنا صدى يتردد على مسامعنا، صدى يزيدنا إصراراً ويؤكد أن للنساء صوت ومقولة وحضور في كل ما يتعلق بقضايانا الوطنية السياسية والمجتمعية.