حين علمت أنّ اليوم الجمعة 25 تشرين الثاني، هو اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، طلبت من إحدى الناشطات المكافحات ضد هذه الجرائم أن ترسل لي معطيات حولها، كي أكتب عنها في هذه الزاوية، وبين يدي حقائق وأرقام إلى جانب الموقف القيميّ.
فكرت في البداية أن أتركّز في مجتمعنا العربيّ الذي نعرف جميعًا أن نساءنا يعانين الأمريْن من عنف رجالنا، لكن أحد الملفات الذي أرسلته إليّ الناشطة كشف لي كم تعاني النساء في كلّ أنحاء العالم، بشماله وجنوبه، بعوالمه الثلاث من عنفنا نحن معشر الرجال.
فمثلاً، وبحسب معطيات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تتعرض امرأة من بين خمس نساء في العالم للعنف الجنسي قبل سنّ 15، فيما تتعرض 47 % من النساء للضرب بصورة دائمة في الأردن، أما في مصر فتتعرض امرأة واحدة من كل ثلاث نساء للضرب من قبل الزوج مرة واحدة على الأقل خلال الزواج، فيما تشكّل النساء 95% من ضحايا العنف في فرنسا، كما أنّ 8 من عشر ضحايا العنف في الهند هنّ نساء، أما في كرواتيا فقد أظهر استطلاع شمل 3000 رجل كرواتي اعترف 85% منهم بأنهم ضربوا نساء سواء خارج العائلة أو داخلها، وتصل نسبة عمليات قتل النساء على أيدي أزواجهن 50% من إجمالي عمليات القتل في بنغلاديش.
وفي الولايات المتحدة الأميركية تتعرض 700 ألف امرأة سنويًا إلى عمليات الاغتصاب، وفي جنوب أفريقيا تتعرض 1411 امرأة يوميًا للاغتصاب، وهو من أعلى المعدلات في العالم، وفي بريطانيا يتلقى رجال الشرطة مكالمة كل دقيقة من النساء اللاتي يتعرضن للعنف داخل المنزل، يطلبن منهم المساعدة.
علينا، نحن الرجال في كلّ مكان، إن كان لدينا ذرة من الإيمان بكرامة الإنسان/ة أن نتحول إلى الطليعة في مكافحة العنف ضد النساء تحديدًا وكلّ أشكال العنف، لأننا نحن المجرمون في حالات العنف عمومًا وعلى كلّ أشكاله، لقد أوقعنا المجتمعات البشرية في سلسلة من الحروب منذ بزوغ الحضارات، وآن لنا أن نحاسب أنفسنا ونصحو من سكرة القوة الجسدية التي حصلنا عليها بالصدفة واستغليناها غالبًا بشكلٍ سيء!