تستنكر جمعية نساء ضد العنف بأشد العبارات جريمة القتل الوحشية

تستنكر جمعية نساء ضد العنف بأشد العبارات جريمة القتل الوحشية التي أودت بحياة المسنّة لطيفة نايف نعامنة شاهين 88 عامًا، داخل بيتها، في مشهد صادم يجسد حجم الانهيار الإنساني وغياب الحد الأدنى من الحماية.

هذه الجريمة ليست سوى حلقة أخرى في سلسلة طويلة من العنف المستشري، الذي يدفع ثمنه أفراد مجتمعنا، نساءً ورجالاً، كبارًا وصغارًا، في ظل تقاعس حكومة الحرب والدمار الإسرائيلية بأجهزتها المختلفة عن أداء دورها. الجريمة المنظمة تزداد قوة، والشرطة تواصل سياسة غضّ الطرف وحتى دعمها ، ما يجعل من العيش الآمن حلمًا بعيد المنال، خاصة في بلداتنا العربية.

نحن أمام فصل جديد من فصول التهجير، لا يتم عبر الجرافات، بل عبر جعل الحياة اليومية مستحيلة. حين تُقتل سيدة مسنّة في بيتها، يصبح السؤال وجوديًّا: هل ما زال لنا مكان آمن نلجأ إليه؟هل من أحد محمي/ة بهذه الدنيا؟؟؟

نحمّل الحكومة والشرطة المسؤولية الكاملة عن تفاقم حالة انعدام الأمان وانتشار السلاح في بلداتنا العربية، ونعتبر هذا الإهمال الممنهج شكلًا من أشكال العنف المؤسسي وجزءا من سياسات عنصرية ممنهجة في تدمير مجتمعنا الفلسطيني في الداخل.

إن التغاضي المستمر عن العنف المستشري هو سياسة بحد ذاتها، تُفضي إلى تقويض حياة الناس وتدمير النسيج المجتمعي.

نطالب بـ:

فتح تحقيق فوري وشامل في جريمة القتل ومحاسبة المجرمين ومن يشد على أياديهم .

وضع خطة طارئة لتفكيك منظمات الجريمة وتوفير الحماية الحقيقية للمواطنين.

حماية الفئات الأكثر عرضة للخطر، وعلى رأسها النساء وكبار السن.

كما ونسائل مؤسسات الدولة التي تخلّت بقصد عن مسؤوليتها، وساهمت بصمتها في تعميق الجريمة.

نكتب هذا البيان وقلوبنا مثقلة بالغضب والحزن. سيدة مسنّة، قضت آخر لحظات حياتها في خوف ووحشة داخل بيتها، لا لذنب سوى أنها وُجدت في واقعٍ فقدَ فيه الإنسان قيمته. هل يُعقل أن تتحوّل بيوت الجدّات إلى ساحات جريمة؟ هل هكذا نُكافئ من بنَين بيوتنا وربّين أجيالنا؟

إنّ السكوت لم يعد خيارًا، والخوف لن يصنع لنا أمانًا. نرفع صوتنا من أجل من لم يبقَ لهنّ صوت، ونحمل ذكرى هذه السيدة وكل الضحايا معنا في كل معركة نخوضها، دفاعًا عن الحياة، وعن كرامة الإنسان.

نساء ضد العنف

31 تموز 2025