تهليل عامر من كفر قاسم قُتِلَت. وقبلها قُتِلَت عشرون امرأة هذا العام. وعشرات غيرهن يعشن تحت التهديد في كل يوم وكل ساعة.
في اللحظة التي كنّا نستعد فيها لفعاليات اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، واللذي يصادف 25.11، باغتتنا جريمة اغتيال تهليل. قبل ساعات فقط من قتلها، نشرت تهليل صورة فرحٍ بسيارتها الجديدة. فرحةٌ قصيرة… انطفأت لأنهم قتلوها.
بكفي. بكفي. بكفي. بكفي.
سَئِمْنا إجرامكم.
سَئِمْنا صمتكم.
سَئِمْنا مجتمعًا يتواطأ بالتستّر على المجرمين العنيفين.
دمّ النساء مش رخيص.
وصمت المجتمع جريمة.
نحن جميعًا مُهدَّدات—لكننا نرفض أن نعتاد، ونرفض أن نُدفَن تحت التراب أو نموت حيّات بلا كرامة.
الحكومة الفاشية بقيادة بن غفير ونتنياهو تتحمّل مسؤولية مباشرة عن انتشار السلاح، وعن حماية المجرمين القتلة. بل وتمنع وصول المعلومات والإحصائيات حتى للجان برلمانية في الكنيست—كما كشف التقرير الأخير حول تَستُّر بن غفير على المعطيات الرسمية.
اليوم، أكثر من 60% من جرائم قتل النساء لا تُقدَّم فيها لوائح اتهام.
و65% من المجرمين يتجوّلون بيننا بلا إدانة.
الشعور بعدم الأمان يخنق مجتمعنا. العنف والسلاح موجودان في كل مكان: في البيوت، في الشوارع، وحتى في المدارس. لا يمرّ يوم دون أن نخسر نساءً وشبابًا—ضحايا سلاح لا يرحم أحدًا، ولا يستثني حتى الأطفال.
نحن جميعًا متضررات ومتضررين من فوضى السلاح—ومسؤوليتنا نواصل النضال:
من أجل تحرّك مجتمعي واسع بقيادة النساء للحد من انتشار السلاح.
من أجل تغيير جذري يواجه الذكورية العنيفة ويقوّض بنيتها.
من أجل مساءلة وكشف سياسات الحكومة والشرطة والقضاء في تقصيرهم بتجفيف منابع السلاح.
من أجل محاسبة المقصّرين في مكافحة الإجرام، ومحاكمة القتلة وكل من يوفّر لهم الحماية والغطاء.