تقرير مركز مساعدة ضحايا العنف الجسدي والجنسي لعام 2007

 

 في تقرير مركز مساعدة ضحايا العنف الجنسي والجسدي لعام 2007

 

 
  • %64 من الحالات التي وصلت المركز كانت اغتصاب أو محاولة اغتصاب
  • %23 من الحالات بلغن عن اعتداءات من قبل أزواجهن
  • %69 من حالات الاعتداءات كان المعتدي معرف للضحية أو أحد أفراد عائلتها
  • %17 من الاعتداءات كانت ضد الأطفال تقل أعمارهم عن 12 سنة
  • %20 من الاعتداءات كانت من قبل معالجين، أصحاب نفوذ أو مُشغّلين
 
أصدر مركز مساعدة ضحايا العنف الجنسي والجسدي، تقريره السنوي للعام 2007 حول التوجهات لمركز المساعدة التي تديره جمعية نساء ضد العنف، والذي يتم من خلاله استعراض مُلخص التوجهات، نوعها وكمها، للفترة ما بين كانون ثاني وكانون أول 2007.
حيث توجهت للمركز 662 امرأة وفتاة تعرضن لأشكال مختلفة من العنف الموجهة ضد النساء، وبالرغم من الازدياد بعدد التوجهات للمركز ألا أن هذه النسبة لا تدل على حجم الظاهرة بصورة حقيقية ودقيقة بمجتمعنا فالعدد الأكبر من النساء والفتيات لم يكشفن عما يتعرضن له بعد، وإن دل هذا الأمر على شيء إنما يدل على رداءة الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها المجتمع العربي، والتي تؤثر بشكل خاص على النساء ومكانتهن.
 
%64 من التوجهات هي حالات اغتصاب
من المعطيات الحادة لهذا العام كون غالبية التوجهات في حالات الاعتداءات الجنسية هي حالات اغتصاب والتي وصلت نسبتها إلى %64، أي ما يعادل 338 متوجهة، %23 منهن اغتصبن من قبل أزواجهن. من المهم الإشارة هنا، كمركز مساعدة يقدم خدمات للمتوجهات، إلى أنه، ومن خلال معالجة بعض الحالات التي وصلتنا، إلى كون دعم الزوج، تفهمه ومساندته لزوجته، عامل أساسي في تعامل الضحية مع الأزمة وخروجها منها. كذلك، برز دعم الأهل في حالات تَعرُّض بناتهم لعنف وإهانات من قبل أزواجهن، مما ساعد وخفف عن الضحايا في اتخاذ القرار بالانفصال بعد سنوات من الذل والإهانة والعنف.
من جهة أخرى برز هذا العام التوجهات التي وصلت المركز من قبل فتيات تتراوح أعمارهن ما بين 22-16 واللواتي يتعرضن لعنف وإهانات واعتداءات في إطار البيت، حيث تعقب ليندا خوالد – أبو الحوف، مركزة مركز المساعدة: "عبرت هؤلاء الفتيات عن قوة في توجههن للمركز، فهن توجهن ورفعن صوتهن عاليا وأردن وضع حد لما يتعرضن له في البيت؛ فهن ليس الجيل الأول الذي يقع ضحية للعنف الأسري، بل كون أمهاتهن ضحايا لنفس مصدر العنف وكونهن لم يستطعن كشف ذلك وإيقافه، فهؤلاء الفتيات يرين بأنفسهن المبادرات لإيقاف هذه الجريمة، ويحملن مسؤولية تغيير الأوضاع في العائلة بأسرها، ونحن في مركز المساعدة نعمل على مدار 24 ساعة يومياً من أجل دعمهن وتوفير الأذن الصاغية والاستشارة المهنية".
بالرغم من الازدياد الملحوظ بالتوجهات للمركز، إلا أن غالبية المتوجهات اخترن عدم التوجه للشرطة (فقط 16% من المتوجهات)، وذلك بسبب انعدام الثقة في هذا الجهاز وخشيتهن من انكشاف تجربتهن الصعبة والعودة للصدمة من جديد في كل مرحلة من مراحل الإجراءات الجنائية والقضائية، وبسبب خشيتهن من أن العقوبة المتوقع فرضها على المعتدي قد تكون بسيطة مقارنه مع خطورة المخالفة.
 
%20 من الاعتداءاتكانت من قبل مُعالِجين، أصحاب نفوذ أو مُشغّلين
معطى إضافي يبرزه التقرير لهذا العام كون %7 توجهن اثر تعرضهن للاعتداء الجنسي على يد المعالجين (ذوي المهن التي تتطلب ممارستها بناء علاقات ثقة مميزة مع متلقي الخدمة) حيث أن إقامة علاقات عاطفية أو جنسية بين المعالج والمعالجة هي مخالفة خطيرة للمعايير الأخلاقية، للقانون، بالإضافة إلى الأضرار النفسية الجسيمة التي تخلّفها مثل هذه العلاقات على متلقية الخدمة/العلاج.
كما وأن %13 من التوجهات التي تلقاها المركز كان المعتدي المشغل أو المسؤول في مكان العمل وهذا يؤكد مجدداً مدى استغلال المعتدي لمكانته وسلطته لتنفيذ الاعتداء، وفي غالبية الحالات تخاف المُعتدى عليها من الكشف عن الاعتداء خوفاً على فقدان مكان العمل، والإسقاطات الاجتماعية للكشف عن مثل هذه الاعتداءات.
 
%69 من حالات الاعتداءات كان المعتدي معروفاً للضحية أو أحد أفراد عائلتها
يؤدي كون المعتدي معروفاً للضحية إلى فقدان ثقة المعتدى عليها في البيئة المحيطة بها بشكل كامل، كما وتتزعزع لديهن القيم الطبيعية لمكانة الأسرة في حياتهن. تزداد هذه النتائج خطورة عندما يتعلق الأمر باعتداء يقع في سن الطفولة من قبل أحد أفراد العائلة وتحديداً عندما يكون الأب أو الأخ، حيث تنشأ عند الضحية إشكالية مطلقة في وجهة نظرها عن الأشخاص الرئيسيين في حياتها (الأب، الأم، الأخ) وعن مكانتها هي وموقعها في العائلة، ويجري كل هذا في مرحلة حاسمة من حيث أهميتها في التشكيل النفسي ومفهوم الأنا عند الضحية.