مفهوم الفقر لدى المرأة في المناحي الرسمية والدولية، والنظرة الاستشراقية للمرأة الفلسطينية ضمن محاضرات في نساء ضد العنف

مفهوم الفقر لدى المرأة في المناحي الرسمية والدولية، والنظرة الاستشراقية للمرأة الفلسطينية ضمن محاضرات في نساء ضد العنف


استمرارا لسلسلة اللقاءات التي تنظمها جمعية نساء ضد العنف للبروفيسور نهلة عبدو، نظمت الجمعية في الأسابيع الأخيرة محاضرتين حول مفهوم الفقر لدى المرأة وخصوصا المرأة الفلسطينية، والنظرة الاستشراقية الكولونيالية للمجتمع العربي والمرأة.
تهدف سلسلة المحاضرات لإعطاء مساحة لنقاش فكري معمق يساهم في فهمنا لواقعنا بشمولية تطرق للعوامل السياسية والتاريخية والاقتصادية وتأثيراتها علينا.
تحدثت البروفيسور نهلة عبدو خلال محاضراتها عن عمق الفقر لدى المرأة وخصوصا في الأطر التي يرأسها ذكور وإناث. وأظهرت من خلال دراستها وجود نواقص في تصوير الفقر لدى المرأة بما يتعلق بالأمور الرسمية الوطنية والدولية، وتطرقت لمعاملة المرأة في سوق العمل مقابل استثناء عملها (غير الرسمي أو المنزلي) من التعريف الرسمي للعمل. وقد كشفت الدراسات وتقارير المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية عن دور النظام الأبوي في استعباد المرأة، وتقويض مكانتها في البيت والمجتمع مما يؤدي لاستضعافها، إضافة إلى ذلك تطرقت لاستعمال مقياس الفقر في الدراسات والذي يعتمد على (الأسرة) بدل الفرد، فمن اجل أعطاء صورة أفضل لتجارب المرأة مع الفقر، أشارت انه من الضرورة تغيير المناهج المتبعة في دراسة الفقر المنحازة للذكر وتوفير بدائل لقياس الفقر لدى النساء. وأخذت الحالة الفلسطينية كمثال لحياة المرأة وتجاربها تحت الحكم الكولونيالي الإسرائيلي وممارساته العسكرية من خلال وجود العنف العسكري الشديد كالجدار الفاصل والقتل والاعتقال وتأثير ذلك على استضعاف المرأة، مما يدفع المزيد من النساء لمرتبة الفقر، في حين حوّلت نساء أخريات إلى كونهن المعيلات الوحيدات.

أما المحاضرة الثانية فتمحورت حول النظرة الكولنيالية الاستشراقية للمجتمع العربي وللمرأة لدى العديد من الكتّاب، إضافة للنظرة الاستشراقية الصهيونية عن المرأة الفلسطينية، حيث حصر العديد من الباحثين الإسرائيليين تحليلهم لواقع المرأة الفلسطينية في العوامل الثقافية والتقاليد والعادات والحجاب والدين السياسي. وتطرقت لمفهوم الثقافة العربية والتي يميزها التنوع والصراع بين اتجاهات قيمية متناقضة من خلال كتاب حليم بركات حول المجتمع العربي في القرن الواحد والعشرين، الذي يعتقد أننا نحتاج للبحث في كيفية التحرر من التقاليد والعمل على تنمية قدرات الخلق والابتكار.

هذا وتستعد جمعية نساء ضد العنف هذه الأيام وبمشاركة مشروع الدراسات النسوية في مدى الكرمل، لعقد يوم دراسي هام حول النسوية والعنصرية، حيث ستحضر خصيصا البروفيسور سونيرا طوباني من كندا للمشاركة إلى جانب البروفيسور نهلة عبدو ود. نادرة شلهوب كيفوركيان وعايدة توما- سليمان. سيتمحور اليوم الدراسي حول استعراض العنصرية في السياقين الكندي والإسرائيلي والنسوية المناهضة للعنصرية.